الخميس، 9 مايو 2013

الدم

للدم وظائف عديدة في جسم الحيوان، فهو الوسط الذي تنتقل خلاله المواد الغذائية (كالبروتينات والكربوهيدراتات والدهون وغيرها) والفيتامينات والهرمونات والأكسجين والمواد الضرورية الأخرى، إلى أنحاء الجسم المختلفة .


كما أن الدم هو الوسط الذي يحمل الإفرازات الضارة والسموم والمواد التي يريد الجسم أن يتخلص منها (كالبول والعرق والبراز وغيرها).
فالدم يحتوي قدرا ضئيلا من البروتينات القابلة للهضم (كالألبومين والجلوبيولين والفيبرينوجين)، وكذلك الدهون، بينما يحتوي نسبة عالية من خضاب الدم (هيموجلوبين)، وهو بروتين معقد عسير الهضم، لا تحتمله المعدة. كما أن الدم إذا تخثر (تجلط) فإن هضمه يصبح أشد عسرا، لعدة أسباب، منها أن الفيبرينوجين من أسوأ البروتينات وأعسرها هضما... كما يحتوي الدم غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو من الغازات السامة ، بل والقاتلة... وبالتالي فإن الإقدام على تناول الدم يؤدي إلى وقوع أضرار صحية جسيمة للإنسان.

تناول الدم يؤدي إلى حدوث اختلال ومرض دماغي يحدث على إثره سبات أو إغماء يعقبه الموت نتيجة ارتفاع نسبة البولة الدموية، وذلك بعد ما يتم حدوثه أيضا للبروتينات الموجودة في الدم. وتتفاعل الجراثيم والميكروبات الموجودة في معدة الإنسان مع الدم المشروب (أو المأكول) وتنتج عن ذلك أحماض أمينية ضارة ومركبات نشادرية سامة. تدخل هذه الأحماض والمواد إلى الدورة الدموية، ثم عن طريق الوريد البابي تدخل إلى الكبد، فتؤدي إلى انخفاض أدائه الوظيفي. كما تدخل هذه الأحماض إلى الدماغ (المخ) فتؤثر في خلاياه تأثيرات ضارة، تتدرج من الخمول وفقدان الوعي، والغيبوبة، ثم الموت.

العديد من السموم وثاني أكسيد الكربون والكرياتينين واليوريا، وحمض اليوريا (البول)، والمواد الضارة الناتجة عن الأيض (الاستقلاب) وغيرها، يتناولها الإنسان في الدم الذي يشربه أو يأكله، فتمتص هذه المواد ، وترتفع مستوياتها في الجسم... فتصور كم من الأمراض يمكن أن تصيب الإنسان...!! ومن المصادر العديدة للجراثيم التي تنمو في الدم كوسط غذائي ملائم لها: السكين (أو أداة الذبح)، والإنسان نفسه (الجزّار أو القصّاب) ، والآنية التي يوضع فيها الدم، والحشرات المترممة أو الماصة للدم، والهواء، وقد يكون الحيوان ذاته مصابا بمرض جرثومي.
الدم
4/ 5
Oleh